تنوع الرقصات الشعبية العفرينية. فمنها جماعية كوفندى، وتؤدى بشكل جماعي وفردية وتؤدى بشكل إفرادي وسط مجلس سمر، أو حفلة أو على رأس حلقة رقص في الأعراس والمناسبات. وتصنف الرقصات حسب تواتر الحركات إلى خفيفة أو بطيئة ، ولكل صنف منها موسيقاها وإيقاعها الخاص ومناسباتها، فالبطيئة تؤدى عادة عندما تعقد حلقات الرقص الواسعة، حيث تتاح الفرصة هنا لراقص المقدمة سركوفندي لتقديم رقصات إفرداية جميلة، ترافقه فقرات من الغناء الشعبي الملحمي الممتع. وكان الرقص من فنون الرجال عادة دون النساء مع بعض الاستثناءات. ولا تزال بعض الرقصات الفلكلورية القديمة موجودة إلى أيامنا هذه، وتؤدى في الأعراس. والرقصات العفرينيية المشهورة في المنطقة، وبتراجع الأعراس التقليدية في المنطقة، لجأت مجموعات من الشباب، منذ بداية عقد الستينات من القرن العشرين، إلى تشكيل فرق فنية تهتم بالرقص والغناء، وبالمسرح أيضا، وتقدم عروضا فنية جميلة في المناسبات. واعتمد هؤلاء في لوحاتهم الفنية الراقصة على الرقص التقليدي القديم، إلا أنهم أعطوها إيقاعات سريعة، وأضافوا عليها بعض حركات الذراعين والقدمين، وسموا رقصاتهم بأسماء الأغاني وألحانها، كما تقدم لوحات راقصة مستمدة من حياة المجتمع الغفريني مثل لوحات: بالى الحصاد، قرتال، مير، دستار. وأول فرقة فنية شعبية هي فرقة قرية قرمتلق، ثم فرقة عفرين للفنون الشعبية، اللتين تشكلتا في عقد الستينات من القرن العشرين، ونالتا شهرة فنية واسعة في بعض المهرجانات السورية التي شاركتا فيها، وكان أعضائها يلبسون الزي العفريني التقليدي، وأعضائها من الرجال. ورئيس فرقة قرمتلق هو السيد محمد إبراهيم الملقب قرتال، يعيش حاليا في تركيا. كما كان للمرحوم منان آغا كور رشيد دورا هاما في فرقة قرمتلق. مثلما كان للسيد فريد سرور وخليل قوندرجي اللذان يعيشان حاليا في ألمانيا دور في فرقة عفرين للفنون الشعبية.
بلغ مجموع الفرق الفنية التي نشأت منذ بداية عقد السبعينات إلى يومنا هذا، نحو ثلاثين فرقة فنية ، والغالبية العظمى منها أنشئت في العقد الأخير من القرن العشرين.